سورة عبس - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (عبس)


        


{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)}
فيه ست مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {عَبَسَ} أي كلح بوجهه، يقال: عبس وبسر. وقد تقدم. {وَتَوَلَّى} أي أعرض بوجهه {أَنْ جاءَهُ} {أَنْ} في موضع نصب لأنه مفعول له، المعنى لان جاءه الأعمى، أي الذي لا يبصر بعينيه. فروى أهل التفسير أجمع أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد طمع في إسلامهم، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم، فكره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقطع عبد الله عليه كلامه، فأعرض عنه، ففيه نزلت هذه الآية. قال مالك: إن هشام بن عروة حدثه عن عروة، أنه قال: نزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أم مكتوم، جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل يقول: يا محمد استدنني، وعند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: «يا فلان، هل ترى بما أقول بأسا؟ فيقول: لا والدمى ما أرى بما تقول بأسا»، فأنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}.
وفي الترمذي مسندا قال: حدثنا سعيد ابن يحيى بن سعيد الأموي، حدثني أبي، قال هذا ما عرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: نزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل، يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: «أترى بما أقول بأسا» فيقول: لا، ففي هذا نزلت، قال: هذا حديث غريب.
الثانية: الآية عتاب من الله لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إعراضه وتوليه عن عبد الله بن أم مكتوم. ويقال: عمرو بن أم مكتوم، واسم أم مكتوم عاتكة بنت عامر بن مخزوم، وعمرو هذا: هو ابن قيس بن زائدة بن الأصم، وهو ابن خال خديجة رضي الله عنها. وكان قد تشاغل عنه برجل من عظماء المشركين، يقال كان الوليد بن المغيرة. ابن العربي: قاله المالكية من علمائنا، وهو يكني أبا عبد شمس.
وقال قتادة: هو أمية بن خلص وعنه: أبي بن خلف.
وقال مجاهد: كانوا ثلاثة عتبة وشيبة أبنا ربيعة وأبي بن خلف.
وقال عطاء عتبة بن ربيعة. سفيان الثوري: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عمه العباس. الزمخشري: كان عنده صناديد قريش: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام، رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم. قال ابن العربي: أما قول علمائنا إنه الوليد بن المغيرة فقد قال آخرون إنه أمية بن خلف والعباس وهذا كله باطل وجهل من المفسرين الذين لم يتحققوا الدين، ذلك أن أمية بن خلف والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة، ما حضر معهما ولا حضرا معه، وكان موتهما كافرين، أحدهما قبل الهجرة، والآخر ببدر، ولم يقصد قط أمية المدينة، ولا حضر عنده مفردا، ولا مع أحد.
الثالثة: أقبل ابن أم مكتوم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشتغل بمن حضره من وجوه قريش يدعوهم إلى الله تعالى، وقد قوي طمعه في إسلامهم وكان في إسلامهم إسلام من وراءهم من قومهم، فجاء ابن أم مكتوم وهو أعمى فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكثر النداء، ولا يدري أنه مشتغل بغيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء: إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد، فعبس وأعرض عنه، فنزلت الآية. قال الثوري: فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم يبسط له رداءه وبقول: «مرحبا بمن عاتبني فيه ربي. ويقول: هل من حاجه؟» وأستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما. قال أنس: فرأيته يوم القادسية راكبا وعليه درع ومعه راية سوداء.
الرابعة: قال علماؤنا: ما فعله ابن أم مكتوم كان من سوء الأدب لو كان عالما بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشغول بغيره، وأنه يرجو إسلامهم، ولكن الله تبارك وتعالى عاتبه حتى لا تنكسر قلوب أهل الصفة، أو ليعلم أن المؤمن الفقير خير من الغني، وكان النظر إلى المؤمن أولى وإن كان فقيرا أصلح وأولى من الامر الآخر، وهو الإقبال على الأغنياء طمعا في إيمانهم، وإن كان ذلك أيضا نوعا من المصلحة، وعلى هذا يخرج قوله تعالى: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى} [الأنفال: 67] الآية على ما تقدم.
وقيل: إنما قصد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأليف الرجل، ثقة بما كان في قلب ابن أم مكتوم من الايمان، كما قال: «إني لأصل الرجل وغيره أحب إلي منه، مخافة أن يكبه الله في النار على وجهه».
الخامسة: قال ابن زيد: إنما عبس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن أم مكتوم وأعرض عنه، لأنه أشار إلى الذي كان يقوده أن يكفه، فدفعه ابن أم مكتوم، وأبى إلا أن يكلم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يعلمه، فكان في هذا نوع جفاء منه. ومع هذا أنزل الله في حقه على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبَسَ وَتَوَلَّى بلفظ الاخبار عن الغائب، تعظيما له ولم يقل: عبست وتوليت. ثم أقبل عليه بمواجهة الخطاب تأنيسا له فقال: {وَما يُدْرِيكَ} أي يعلمك لَعَلَّهُ يعني ابن أم مكتوم يَزَّكَّى بما أستدعى منك تعليمه إياه من القرآن والدين، بأن يزداد طهارة في دينه، وزوال ظلمة الجهل عنه.
وقيل: الضمير في لَعَلَّهُ للكافر يعني إنك إذا طمعت في أن يتزكى بالإسلام أو يذكر، فتقربه الذكرى إلى قبول الحق وما يدريك أن ما طمعت فيه كائن. وقرأ الحسن {آأن جاءه الأعمى} بالمد على الاستفهام ف- أَنْ متعلقة بفعل محذوف دل عليه عَبَسَ وَتَوَلَّى التقدير: آأن جاءه أعرض عنه وتولى؟ فيوقف على هذه القراءة على وَتَوَلَّى، ولا يوقف عليه على قراءة الخبر، وهي قراءة العامة.
السادسة: نظير هذه الآية في العتاب قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52] وكذلك قوله في سورة الكهف: {وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا} [الكهف: 28] وما كان مثله، والله أعلم. {أَوْ يَذَّكَّرُ} يتعظ بما تقول: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى} أي العظة. وقراءة العامة: {فتنفعه} بضم العين، عطفا على {يَزَّكَّى}. وقرأ عاصم وابن أبي إسحاق وعيسى فَتَنْفَعَهُ نصبا. وهي قراءة السلمي وزر بن حبيش، على جواب لعل، لأنه غير موجب، كقوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ} [غافر: 36] ثم قال: {فَاطَّلَعَ} [الصافات: 55].


{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى} أي كان ذا ثروة وغنى {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} أي تعرض له، وتصغى لكلامه. والتصدي: الإصغاء، قال الراعي:
تصدى لوضاح كأن جبينه *** سراج الدجي يحني إليه الأساور
وأصله تتصدد من الصد، وهو ما استقبلك، وصار قبالتك، يقال: داري صدد داره أي قبالتها، نصب على الظرف.
وقيل: من الصدي وهو العطش. أي تتعرض له كما يتعرض العطشان للماء، والمصاداة: المعارضة. وقراءة العامة {تصدى} بالتخفيف، على طرح التاء الثانية تخفيفا. وقرأ نافع وابن محيصن بالتشديد على الإدغام. {وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} أي لا يهتدي هذا الكافر ولا يؤمن، إنما أنت رسول، ما عليك إلا البلاغ. قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى} يطلب العلم لله {وَهُوَ يَخْشى} أي يخاف الله. {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} أي تعرض عنه بوجهك وتشغل بغيره. وأصله تتلهى، يقال: لهيت عن الشيء ألهى: أي تشاغلت عنه. والتلهي: التغافل. ولهيت عنه وتليت: بمعنى.


{كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ} كَلَّا كلمة ردع وزجر، أي ما الامر كما تفعل مع الفريقين، أي لا تفعل بعدها مثلها: من إقبالك على الغني، وإعراضك عن المؤمن الفقير. والذي جرى من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ترك الأولى كما تقدم، ولو حمل على صغيرة لم يبعد، قاله القشيري. والوقف على كَلَّا على هذا الوجه: جائز. ويجوز أن تقف على تَلَهَّى ثم تبتدئ كَلَّا على معنى حقا. إِنَّها أي السورة أو آيات القرآن تَذْكِرَةٌ أي موعظة وتبصرة للخلق {فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} أي اتعظ بالقرآن. قال الجرجاني: إِنَّها أي القرآن، والقرآن مذكر إلا أنه لما جعل القرآن تذكرة، أخرجه على لفظ التذكرة، ولو ذكره لجاز، كما قال تعالى في موضع آخر: كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. ويدل على أنه أراد القرآن قوله: فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ أي كان حافظا له غير ناس، وذكر الضمير، لان التذكرة في معنى الذكر والوعظ.
وروى الضحاك عن ابن عباس في قول تعالى: {فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} قال من شاء الله تبارك وتعالى ألهمه. ثم أخبر عن جلالته فقال: {فِي صُحُفٍ} جمع صحيفة {مُكَرَّمَةٍ} أي عند الله، قاله السدي. الطبري: {مُكَرَّمَةٍ} في الدين لما فيها من العلم والحكم.
وقيل: {مُكَرَّمَةٍ} لأنها نزل بها كرام الحفظة، أو لأنها نازلة من اللوح المحفوظ.
وقيل: {مُكَرَّمَةٍ} لأنها نزلت من كريم، لان كرامة الكتاب من كرامة صاحبه.
وقيل: المراد كتب الأنبياء، دليله: {إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى} [الأعلى: 19- 18]. {مَرْفُوعَةٍ} رفيعة القدر عند الله.
وقيل: مرفوعة عنده تبارك وتعالى.
وقيل: مرفوعة في السماء السابعة، قاله يحيى بن سلام. الطبري: مرفوعة الذكر والقدر.
وقيل: مرفوعة عن الشبه والتناقض. مُطَهَّرَةٍ قال الحسن: من كل دنس.
وقيل: مصانة عن أن ينالها الكفار. وهو معنى قول السدي. وعن الحسن أيضا: مطهرة من أن تنزل على المشركين.
وقيل: أي القرآن أثبت للملائكة في صحف يقرءونها فهي مكرمة مرفوعة مطهرة. {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} أي الملائكة الذين جعلهم الله سفراء بينه وبين رسله، فهم بررة لم يتدنسوا بمعصية.
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: هي مطهرة تجعل التطهير لمن حملها بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قال: كتبة. وقاله مجاهد أيضا. وهم الملائكة الكرام الكاتبون لاعمال العباد في الاسفار، التي هي الكتب، واحدهم: سافر، كقولك: كاتب وكتبة. ويقال: سفرت أي كتبت، والكتاب: هو السفر، وجمعه أسفار. قال الزجاج: وإنما قيل للكتاب سفر، بكسر السين، وللكاتب سافر، لان معناه أنه يبين الشيء ويوضحه. يقال: أسفر الصبح: إذا أضاء، وسفرت المرأة: إذا كشفت النقاب عن وجهها. قال: ومنه سفرت بين القوم أسفر سفارة: أصلحت بينهم. وقاله الفراء، وأنشد:
فما أدع السفارة بين قومي *** ولا أمشي بغش إن مشيت
والسفير: الرسول والمصلح بين القوم والجمع: سفراء، مثل فقيه وفقهاء. ويقال للوراقين سفراء، بلغة العبرانية.
وقال قتادة: السفرة هنا: هم القراء، لأنهم يقرءون الاسفار. وعنه أيضا كقول ابن عباس.
وقال وهب بن منبه: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ هم أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن العربي: لقد كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة، كراما بررة، ولكن ليسوا بمرادين بهذه الآية، ولا قاربوا المرادين بها، بل هي لفظة مخصوصة بالملائكة عند الإطلاق، ولا يشاركهم فيها سواهم، ولا يدخل معهم في متناولها غيرهم. وروي في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له، مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرؤه وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران» متفق عليه، واللفظ للبخاري. كِرامٍ أي كرام على ربهم، قاله الكلبي. الحسن: كرام عن المعاصي، فهم يرفعون أنفسهم عنها.
وروى الضحاك عن ابن عباس في كِرامٍ قال: يتكرمون أن يكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته، أو تبرز لغائطه.
وقيل: أي يؤثرون منافع غيرهم على منافع أنفسهم. بَرَرَةٍ جمع بار مثل كافر وكفرة، وساحر وسحرة، وفاجر وفجرة، يقال: بر وبار إذا كان أهلا للصدق، ومنه بر فلان في يمينة: أي صدق، وفلان يبر خالقه ويتبرره: أي يطيعه، فمعنى بَرَرَةٍ مطيعون لله، صادقون لله في أعمالهم. وقد مضى في سورة الواقعة قولة تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79- 77] أنهم الكرام البررة في هذه السورة.

1 | 2